
كمال الهِدي kamalalhidai@hotmail.com بعد لقاء الأمس الذي تم بعد غياب طويل توقعت أن يكون حرص صديقتي اللدودة على مقابلتي اليوم لمواصلة ما بدأناه من نقاش حول ملتقى الحوار الجامع كما أطلقوا عليه، إلا أنها فاجأتني بالخوض في أمر مختلف تماماً بقولها بعد إلقاء تحية عاجلة: نساؤكم ناكرات جميل. لا أخفيكم سراً حين أقول أنني غضبت منها هذه المرة رغم احتمالي الدائم لمناكفاتها، إلا أن عبارتها جاءت قاسية جداً في حق حواء السودان، لذلك نفيت التهمة بغلظة ونبرة حاسمة. وكعادتها تعاملت مع ردي القاسي ببرود وهي تضيف: بدلاً من هذا الهيجان غير المبرر كان الأولى بك أن تسألني عن دوافعي لإطلاق هكذا اتهام في حق أخواتك السودانيات. استجبت لندائها الأخير ورجوتها أن تفصح عما بداخلها بس مباشرة ودون تطويل. قالت سريعاً: الرجل يبدأ حياته مهاباً وزوجاً وأباً عطوفاً ويجتهد ويتحمل كل صعب من أجل توفير حياة هانئة ومريحة لأسرته، وبعد أن يتقدم في العمر يتم ( ركنه) وتنسى الزوجة أنه من ساعدها في تحقيق الكثير خلال سنوات شبابه. ابتسمت ابتسامة ساخرة أعرف تماماً أثرها على صديقتي ورددت عبارتها ( يتم ركنه)! لم تستجب لاستفزازي وواصلت توضيح فكرتها بالقول: نعم رجالكم يتم (ركنهم) بعد أن يبلغوا مرحلة عمرية محددة فتجد الواحد منهم خلال هذه المرحلة المتقدمة من عمره قد تم تحويل سريره من غرفة النوم إلى حجرة في ركن قصي من البيت، أو يُحول إلى غرفة الرجال كما تطلقون عليها وهناك يظل وحيداً معظم ساعات اليوم. سألتها: وما السبب في رأيك الذي يخرج رب الأسرة من غرفة النوم إلى حجرة قصية في بيته الذي بناه بعرق جبينه؟ أجابت: ربما هي الرغبة في السيطرة على مجريات الأمور في البيت، أو الخوف من كثرة كلام رب الأسرة بعد أن تقدم في العمر. لم أشأ أن أكون مكابراً لأنكر ظاهرة مجتمعية سائدة في بلدنا وفضلت أن انفتح في حواري مع صديقتي العجيبة على أمل الاستفادة من آرائها: صحيح أن م --- أكثر