للذكرى محطات من الهجرة

ها نحن نستقبل العام الهجري الجديد 1436هـ و أنها لذكرى خالدة بإذن الله حتى يرث الله الأرض و ما عليها . لذا أدعوك عزيزي القارئ لنفتح سجل و تاريخ الإسلام المشرق المليء بالذكري العطرة للهجرة النبوية الكريمة ذات المحطات التي يتزوَّد منها المرء بنفحات الإيمان , أعلم أنك قد مررت بها و لكن للذكرى هذه محطات من هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم . حيث جاء في كتب السيرة : أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يُؤذن له في الهجرة ,. ولم يتخلف معه بمكة أحدٌ من المهاجرين إلا من حُبس أو فُتن , إلا علي بن أبي طالب , و أبو بكر الصديق رضيَّ الله عنهما . وكان أبو بكر الصديق كثيراً ما يستأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة , فيقول له رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تعجل لعلَّ الله يجعل لك صاحباً , فيطمع أبو بكر أن يكون صاحبه الرسول الكريم سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه و سلم . قال ابن إسحق : ولما رأت قريش أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قد صارت له شيعة و أصحاب من غيرهم بغير بلدهم , و رأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم , عرفوا أنهم قد نزلوا داراً , و أصابوا منهم مَنعَة , فحذروا خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم , و عرفوا أنه قد أجمع لحربهم . فاجتمعوا له في دار الندوة ( هي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تُقضي أمراً إلا فيها ) يتشاورون في أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خافوه . • والله صدقنا الذي حدَّثنا أخبرتنا السيرة عندما اجتمع أشراف قريش في دار الندوة كي يتخذوا القرار النهائي في أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم , اعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل , فوقف على باب الدار , فلما رأوه واقفاً على بابها قالوا : من الشيخ ؟ قال : شيخ من أهل نجد سمع بالذي تواعدتم عليه , فحضر معكم ليسمع ما تقولون , وعسى ألا يعدمكم منه رأياً و نُصحاً . قالوا : أجل , فادخل فدخل معهم . فكان --- أكثر